سكان الارواح.. بقلمى ..كمال الدين محمود. ..بئر الذكريات......

سكان الارواح..

بقلمى

..كمال الدين محمود.

..بئر الذكريات......

أرتخت أعصابها والدموع في عينيه ينظر اليها في حنو يلتمس من الله ان يخفف عنها الالم .أفاقت من غفوتها وفتحت عينيها مرة اخري .وقالت اريد ان اعطيك شيئا .وتناولت بيدها قلم من الفضه من تحت وسادتها .اليك هذا القلم لتكتب به وأعيش فيه كلما أمسكت به تتذكرنى..ابتسم وقال مثلى لن ينساك ابدا .ارتاحى الان انا معك هنا ..قالت اريدك ان تحدثنى عن الجنه ..الجنه ولما ..ولكن الجنه لايحدها وصفف ولا يصل اليها خيال هي امر الله وخلقه اكمل ارض الخلود انهار من عسل ولبن وخمر لا تسكر العقول لذة للشاربين وفاكهة من كل لون ووارضها من العيقي ومساكنها من الذهب والفضه ونحيا فيها خالدون لا نسمع فيها الا ذكر الله ونستمتع بالمقام فيها بلا موت تحوط بنا الازهار والغلمان كاللؤلؤ البراق يحملون كؤس اباريق يطوفون علي اهل الجنه ليشربوا شراب من اسرار الله .قالت وهل لها رائحه .نعم المسك والعنبر والزعفران وفي ظلالها الراحه والهدوءء .قالت انها رائعه .اريد الذهاب اليها..قال احسنى الظن بالله واطلبي من رب العالمين..قالت شكرا لله الذي وهبنى هذه الايام الجميله .كنت اتمنى ان اكون لك جسدا وروحا ولكن..فلاحقها بيده على فمها مشيرا لها بالصمت .والدموع تتحدث منهمرة .انت ايتها الروح الطاهرة في ارض الابديه انعمي في كنف الله الخالق فهو الرحمن الرحيم بخلقه..

مضت اشهر توالت زيارتها علي المركز الطبي للعلاج .فلما اقترب وقت الرحيل همست فى اذنه ..قول لى احبك ..وضحكة ..

قال .احبك وسابقى احبك ..قلت استحلفك بالله وبهذا الحب ان تذهب وتتركنى الان الان .فنظر اليها بدهشة .فقالت أرجوك..ارجوك..فقبل رأسها وخرج من غرفتها يملأ قلبه الحزن والغم..يتساءل هل هى النهايه..

هل اقربت ساعة الذهاب الي العالم البرزخى المجهول .هل الغد قادم وروحها فى هذه الدنيا تتألم وتناضل المرض من اجل ايام اخري ..

نام حزينا واستيقظ علي احزان فقد ذهبت الزهره الجميله الى بستان الغيب على شاطئ نهر الخلود بالجنه.. 

بقلمى

..كمال الدين محمود.

..بئر الذكريات...